0
يتابع الملايين من عشاق الحمام الزاجل في الصين بمزيد من اللهفة المزادات العالمية التي تقام لبيع نوعيات نادرة من الحمام الزاجل الذي تنتهي أعداد كبيرة منه منتقلة من دور هذه المزادات إلى الصين.
وعلى سبيل المثال فقد بيعت في مزاد محتدم حمامة أطلق عليها اسم «الأمير الأزرق» مقابل ‬133800 جنيه استرليني، وفور انتهاء المزاد بدأت إجراءات نقل «الأمير الأزرق» إلى الصين على الرغم من أن مظهره لا يوحي بأي تميز إطلاقاً، ولو أنك أطلقته في ميدان الطرف الأغر بلندن فسوف يستحيل عليك أن تميزه عن أي طائر آخر، ولكن ميزته التي تجعله مميزاً على هذا النحو في الصين هو قدرته على التحليق لمئات ألأميال بسرعة تفوق الخيال.

وقد ساعد بيع «الأمير الأزرق» بهذا السعر القياسي دار المزادات البلجيكية المتخصصة في مزادات الحمام الزاجل والمعروفة باسم «بيجن بارادايس» ـ ساعدها على تسجيل رقم قياسي جديد في أسعار الحمام الزاجل. وقد حصلت الدار على ‬1,37 مليون يورو من بيع ‬218 حمامة، وهو أكبر مبلغ تم جمعه في مزاد واحد لبيع الحمام.

وفي ديسمبر الماضي بيعت حمامة زاجلة تحمل اسم «يورو دايموند» مقابل ‬170 ألف يورو خلال مزاد عبر الانترنت في حين جلبت ‬12 حمامة أخرى نصف هذا الثمن.

ويقول لي مينا من شركة مزادات «بيجن بارادايس» في هذا الصدد: «لدينا الكثير من المهتمين بهذا النوع من المزادات على امتداد العالم، وهناك الكثير من المشترين في اليابان والولايات المتحدة، ولكن السوق الصيني لا يمكن مقارنته بأي سوق آخر في العالم.

ويضيف: «هناك في الصين طبقة متوسطة متعاظمة لديها دخل كبير يمكنها التصرف فيه، وتوق متزايد للسلع الفخمة، وشراء حمامة زاجلة يعد استثماراً أفضل بكثير من شراء زجاجة من مشروب فاخر، فبإمكانك أن تربي هذه الحمامة ويكون لها أبناء وأحفاد».

وشأن «الأمير الأزرق» فإن كل الحمام المباع في المزاد لن يدخل السباقات لدى وصوله إلى الصين، وإنما سيتم استغلاله في استيلاد أحدث أجيال الحمام الذي يخوض غمار السباقات.

وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن تربية الحمام الزاجل لها تاريخ طويل يمتد من عائلة مينغ المالكة (‬1368-‬1644). حيث كانت الجيوش تستخدمها في نقل الرسائل بين القادة، وشكل الحمام الزاجل عنصر دعم قوياً للنظام البريدي الصيني.

غير أن تربية الحمام الزاجل حظرت تماماً خلال ثورة الصين الثقافية لأنها اعتبرت ممارسة رأسمالية، ولكنها عادت إلى الواجهة في أواخر السبعينات، بل إن إحدى فرق الجيش الصيني بدأت بتربية ‬10 آلاف حمامة زاجلة لبناء احتياطي جيش الحمام، وذلك لاستخدامه إذا جعلت الحرب التقنية الحديثة متعذرة الاستخدام.

وتقول ناطقة باسم مركز بايويو الدولي لسباق الحمام الزاجل في بكين: «يبحث المشترون الصينيون عن حمام مميز، وهم على استعداد لدفع أسعار طائلة مقابله».

ويشارك في سباقات الحمام الزاجل في الصين حوالي ‬300 ألف شخص، الأمر الذي حلق عالياً بأسعار الحمام، وفقاً لما ذكرته صحيفة «بجينغ يوث ديلي»، وهذا ليس بالأمر المدهش، حيث ان الجوائز المالية التي يعلن المركز عنها تقدر بـ ‬1,44 مليون جنيه استرليني.

ولا يزال ملاك الحمام الزاجل الصينيون يتطلعون إلى بلجيكا التي احتلت مركز الصدارة في سباق الحمام الزاجل على امتداد عقود من الزمن، ولا يزال المربون البلجيكيون ينتجون بعضاً من أفضل الحمام الزاجل في العالم كله. ويقول فريدريك لليارت المسؤول في شركة «بيجن بارادايس» في هذا الصدد: إن تربية الحمام الزاجل هي هواية أصبحت الآن بالنسبة للكثيرين مهنة.

وتواجه رياضة سباقات الحمام الزاجل حالياً العديد من التحديات، ومنها ظهور ما يعرف باسم «مافيا الحمام»، حيث سرقت أخيراً حمامات اشتهرت بسرعتها الفائقة وفوزها بالعديد من الجوائز. ويربط المسؤولون في بلجيكا بين هذه السرقات وبين الازدهار الحديث في آسيا على المقامرة على نتائج سباقات الحمام.

ولكن ما من قدر من التحديات يكفي للتقليل من حماس عشاق هذه الرياضة المدهشة. ويقول لليارد في هذا الصدد: «بالنسبة لي فإن هذه هي أفضل وظيفة في العالم، فأنا أعمل في فردوس الحمام الخاص بي».


Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم

إرسال تعليق

 
Top